58
58
روضة الصائم

خميس المياسي يحكي قصة النار في قمة الجبل ومدفع رمضان

20 أبريل 2021
20 أبريل 2021

شناص ـ أحمد بن حمدان الفارسي -

يستعيد الوالد خميس بن مبارك بن باروت المياسي الخوار ذكرياته مع شهر رمضان المبارك في العقود الماضية التي باتت ذكرى يستعيدها بفرح رغم قساوة الكثير من تفاصيلها.

يقول المياسي: في آخر أيام شهر شعبان يقوم الناس برصد هلال شهر رمضان في القرى ومن يشاهد الهلال يبلغ البقية، وعلى العسكر في مكتب الوالي تجهيز المدفع والوقوف بجانبه لاطلاقه إيذانًا برؤية الهلال ودخول شهر رمضان المبارك.

ومن بين الأماكن التي كنا نترصد منها هلال شهر رمضان، حصن شناص، وبشكل خاص فوق من فوق أبراجه الأربعة.

يستحث المياسي ذاكرته قبل أن يعود ليقول: كنت بين هؤلاء، وكنت دائما أختار البرج الأعلى للصعود عليه وترصد الهلال، وهو البرج الشمالي من الحصن. وعندما نرصد الهلال نقوم بإبلاغ الحرس، وكنا نبدأ الرصد دائما قبل غروب الشمس بدقائق، وبعد التثبت من الرؤية يتم إطلاق المدفع. وفي بعض الأوقات لا نتمكن من مشاهدته بسبب عدم صفاء السماء. وفي الجانب الآخر يقوم سكان المناطق الجبلية بإشعال النار في أعلى قمة بالجبل إخطاراً منهم بمشاهدة الهلال ويتم إطلاق المدفع معنا. وبعد الانتهاء من الترصد نخرج من الحصن مرددين.

«سيدي نبغي السميحة.. غاية الشومة عاد» وبعدها نصل البيت ونستعد لصلاة العشاء والتراويح. وكنا نصلي في مسجد مبني من أشجار النخيل. وبعد الصلاة كنا نتجمع على قهوة واحدة وتدور بيننا أحاديث الذكريات. وكان الفتية يتسابقون على تغنيم «تقديم» القهوة للحضور.

ويستذكر المياسي أنه صام أول مرة في موسم القيظ، وكان الجور حارا جدا. يقول كنا نعمل في فترة الصباح في المزارع والبعض في البحر. وعندما يحين وقت الإفطار كان الجيران يتنادون بعضهم البعض للتجمع على مائدة إفطار واحدة. وكان الإفطار في ذلك الوقت يقتصر على التمر واللبن والهريس والخبيصة.

ويستذكر المياسي أن أحد ولاة شناص وكان اسمه محمد بن هلال، رحمه الله، ويلقب براعي المدافع كان يقدم الشوربة للأهالي طوال شهر رمضان المبارك.

ويقول المياسي: إن والده كان يقوم بإيقاظ الناس للسحور حيث كان يعمل مسحرا «مسحراتي» وينادي على الناس «سحور يا عباد الله» ويدندن هذه العبارة مصحوبة بدقات الطبل.

وكان لكل قرية اثنين من المسحرين يقومون بإيقاظ الناس للسحور.وكان السحور عبارة خبز ولبن وفاكهة المانجو. وكان يجلب أهل قرى شناص احتياجاتهم الرمضانية من السوق القائم إلى جوار حصن شناص حيث يحصلون على ما يحتاجونه من البضائع منه، وكان يباع فيه اللحم والسمك والدواجن وكذلك الخبز.